الحب والشهوة - للكاتب السوري أيمن محمد الزاقوت
هو ذلك المجهول الذي يخترقنا دون استئذان ، يستبيح أرواحنا فيسلبنا أفكارنا ، فتصير حالنا كالميت الحي ، هو ذلك الظلام الحالك الذي يعمي البصيرة ، ويقتل ضيائها ويعلن في استعلاء استيلائه على قلاعنا ، إنه سحر وضع فينا ، وأسدل خيوطه فوق أجساد ارهقتها السنين ، هو لحن يراقصنا دون ارادة منا ، كالأصنام يحركنا.
وباء يضرب القلوب ، يقتلع منها الضياء بعد الاشراق ، ويتركها تربة خصبة للألم ينهشها كجيفة تأكلها الغربان ، فيودي بأرواحنا إلي غياهب الجنون فيسلب العقول.
فيكون عقاب أليم ، يقيم علينا الحد حين نحاول الخروج ، ليدهس احلامنا بحذاء الغلظة والجور ، يقسم على ان لا فرار دون خلاص الجسد من الانهاك.
هل يسعنا أن نجد المخرج من ذلك الحب ؟ هل نستطيع الولوج الى السطح والخروج دون المساس وايذاء من نحب ؟ هل سيرحل الحب فينا ويتركنا ؟
لا ، فالحب باق فينا ما حيينا ، يخترق القلوب فيحيي سنابل القمح لتشع نورا ً تحيي ما فينا ، هو النقاء ان ابتعد عن الهوى ، هو الجمال أن شحدت السيف متأصلا تدافع عنه ضد كل اغنية سوداء تجعل النزوات تقتله .
لا تدمجوا الحب بالشهوة ، فان دمجت قتلت الجمال فيه ، بل استعض حبا بحب وروحا بروح يضج الكون بقلوبكم بياضا
فيكون الحب جميلا حينما نلملم بقايا الخير فينا ونرمي كل بقايا الشر و الخنوع.
تعليقات
إرسال تعليق